تـوكـل عـلى الله… وأجـر العـمـلـيـة لولـدي
بهذه الكلمات الإيمانية … وبهذا التوكل الحقيقي … واليقين بأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يملك الشفاء وحده …
وبهذا التصديق بقوله تعالى: {وإذا مرضت فهو يشفين} (الشعرآء80)
بهذا كله بادرني أحد الأباء الصالحين … وهز كياني وأيقظ إيماني … وحرك مشاعري …
قال هذا وبين يديّ طفله الصغير … الذي لم يتجاوز عمره تسعة أيام فقط …
وقد اجتمعت فيه أمراض كثيرة … ثقب في قلبه … نزيف داخلي … الخ.
وكنت – عفا الله عني – قد ترددت في إجراء عملية له وكانت حساباتي الطبية الدنيوية تقول إن إجراء أي عملية له ستكون فاشلة …
قال لي والده: أتخاف أن يموت …؟! ويكتب في سجلك زيادة في عدد المتوفين من مرضاك …
قلت: لا … ولكن … قاطعني وقال: يا دكتور توكل على الله … وأعمل العملية … والشفاء ليس من عندي ولا عندك …
إنما الشفاء من الله تعالى فإن كان الله قد كتب وقدّر له حياة فسيعيش وإن كان أجله قد انتهى فلا تنفعه عملية ولا تؤخر أجله أو تقدمه …
قال تعالى: {فإذا جاء أجلهم لا يستئخرون ساعة ولا يستقدمون}
(الأعراف34)، فوقعت هذه الكلمات على قلبى كالسهام … أيقظتني من سبات …
فصحوت وانتبهت … وقلت صدق والله … لست الذي يملك الشفاء وإنما أنا سبب … فلماذا أبخل بهذا السبب … ولن يكون إلا ما كتب الله …أتدرون ماذا حدث؟!
توكلت على الله …واستعنت بالله وحده وأجريت له العملية …
فماذا يا ترى حصل؟! إنه الآن يمشي في حديقة منزله ويلعب في بيته وعمرة الآن أكثر من سنتين!!وبصحة وعافية ولله الحمد…
فسبحان من يحي العظام وهي رميم وسبحان من بيده مقاليد الأمور.
وما أعجز الإنسان وأضيق تفكيره عندما يتعلق بالأسباب وينسى خالق الأسباب ومسببها …إنه الله الذي لا إله إلا هو وحده لا شريك له…
المصدر: موقع نواحي